العديد إن لم يكن الأغلب قام بالعمل عن بعد في هذه الأيام، والكثير قام بكتابة تدوينات عن الأدوات التي تساعد للعمل عن بعد في إدارة المهام وعمل الاجتماعات وجمال العمل عن بعد.
ولكنني هنا سأذكر لماذا العمل عن بعد غير جيد في هذه الفترة التي جميع العالم متأثر منها من عدة نواحي والتي منها على سبيل المثال العالم الاقتصادي والعالم النفسي للبشر.
عملت عن بعد منذ بداياته مع زملاء كثر من دول عربية وخليجية وفي عدة مبادرات داخل المملكة، أيضاً كانت بعض الشركات التي عملت بها تسمح بالعمل عن بعد لبعض الأيام وقتما اشاء ووقتما أحتاج إلى ذلك.
نعم أحب العمل عن بعد وأفضل أن يكون موجود في سياسات الشركات الكبيرة، فهو محفز على الكثير من الإنجاز ورفع الولاء لدى الموظف. وقد قمت بالكتابة عنه في تدوينة سابقة في 2015.
ولكن،
هذه المره ليس من الجيد العمل عن بعد في هذه الحالة ولو أن العمل عن بعد فعلاً جميل كما قلت سابقاً، ولكن سألخص لكم الأسباب من وجهة نظري في نقاط:
- عدم تعزيز الحماس لأداء الأعمال بتكامل وفي وقتها: مجرد وجودك في المنزل يعني ذلك أنك تريد الراحه وعقلك الباطن يقلل من الإنتاجية في أغلب الوقت مما يقلل من الإنتاجية في الأعمال.
- لا وجود الى الدفع الذاتي للعمل من مكتبك المنزلي: فقد القدرة على التركيز مع بعض الأعمال والتي تحتاج وجود الآخرين بجانبك طوال الوقت لإنهاء المهام بشكل أسرع كما كانت عندما تتنقل بين أروقة المكاتب لإنجازها. فهي الآن تتم بشكل غير متوازي وناقص بعض الشيء.
- الوحدة: لا شيء يضاهي التواجد مع الزملاء والتشاور والحديث عن قرب ومعرفة جميع ما يحصل وجديد الأحداث.
- العمل طوال الوقت: عندما كان العمل من المكتب كان هناك وقت خروج للجميع وبرمجياً عقلك الباطن يعمل على أنه لا عمل بعد وقت الخروج، أما الآن مع الوضع الحالي الجميع يعمل عن بعد في جميع الأوقات بدون استيعاب لحدود وقت العمل، حتى أنني قبل كتابة هذه التدوينة قمت بالرد على بعض الإيميلات الخاصة بالعمل.
- العائلة تريد منك البقاء معها طوال الوقت وتنسى أنك تعمل عن بعد ولست في إجازة والعمل ينسى أن هناك وقت محدد للعمل ويتمدد حتى المساء، ولا تعلم أين تقوم بالتركيز وكيف تعطي الجميع الوقت المناسب لهم.
- عدم وجود العمل الجماعي: مما يجعل العمل غير مكتمل بروح الفريق، حتى بوجود الاجتماعات عن بعد، لن تساعد في الإبداع ويرجعنا هذا الى النقطة الثانية والتي تتحدث عن فقد التركيز في بقاءك في المنزل طوال الوقت.
- الموظفين الذين لم يجربوا العمل عن بعد: وهذا عائق كبير يواجه الكثير في عدم قدرتهم على ذلك مع محاولتهم، فهذا يقوم بتأخير الكثير من الأعمال، وتقريباً هذا سبب مهم بالنسبة لي.
- صعوبة الوصول للآخرين من إدارات اخرى: بعضهم يعتقد أنه بالعمل عن بعد يمكنه من عدم الرد على من لا يريد الرد عليه، مما يوقف الأعمال ولا يسمح بتنفيذها في أوقاتها المتوقعة.
- الشعور وأنك خارج الدائرة: فالعمل في المكتب بين زملائك ومشاركتهم المعرفة بما يجري حولك من الأعمال قد فقدته الآن.
- قد يتهمك المدراء بالركود: لأنهم لا يرونك وأنت ترد على ذاك وتطلب من تلك بعض الملفات لتساعدك وهكذا، لأنه ليس في كل إيميل تحتاج وضع مديرك، فمن هنا يتكون هذا الشعور.
- العمل في أيام متتالية عن بعد: يصيبك بالإحباط ويمنعك من معرفة العديد ولا يساعدك في الوصول لإنجازات عديدة، ربما تحصل ولكن لا تشعر بها كما تشعر بها في المكتب.
- أخيراً، العمل عن بعد وأنت في المنزل في العزل الصحي ليس بالأمر الجيد لأن الجلوس في المنزل وعدم الخروج ومشاهدة الشمس والمشي وشرب القهوة في مقهاك المفضل ولقاء الأصدقاء والعائلة لمدة أكثر من شهر يصيبك بالاكتئاب، والاكتئاب أمر مرير.
نعم هناك حلول لبعض تلك السلبيات أعلاه، ولكن لن تعمل بسبب النقطة الأخيرة.
الله يفرجها.
كلام منطقي وحقيقي السلبيات طغت على الايجابيات مهما حاولنا تلميع التجربه بسبب الازمه التي نمر بها.. شخصيا اعمل عن بعد من سنوات لكن مع الحجر الصحي اصبح الامر مرهقا جدا والاسباب هي كما ذكرتي.. وافتقدت ترتيب جدولي السابق كنت اقلها احضر اجتماعاتي وجه لوجه..